كان عمري 13 سنة وكان يوم الجمعة وهو يوم عيد ميلادي و تجمعنا كلنا عند بيت جدي كالعادة ، وطبعا مين اللي بقوم بكل الشغل أمي
حطينا الغدا وكلهم أكلو وخلصو وراحو قعدوا بغرفة القعدة ، وأمي كانت بتحكي مع خالتي عالتلفون وما انتبهت انهم خلصو أكل ، صاروا يستفزوا أبوي ويحكوله مرتك ليل نهار عالتلفون ، وأبوي راح كسر تلفونها وهي ما كان إلها ولا ردة فعل غير إنها تشيل الأكل وهي ساكتة ، رحت حكيت لأمي ليش جدتي ما بتحكي لنسوان عمامي يساعدوكي قالتلي اسكتي ولا كلمة
وأنا ما رديت عليها ، رحت على جدتي وحكيتلها يا جدة أمي لحالها بتشتغل ليش ما عماتي ونسوان عمامي يساعدوها
ما بنسى يومها هالموقف طول عمري
صارت جدتي تنادي على أبوي وتحكيله تعال شوف بنتك الوقحة بدها تمشي العيلة على كيفها وبدها أمها تقعد وإحنا نخدم عليها
أبوي يومها مسكني من شعري وجرني لعند أمي وحكالها ربي بنتك بلاش اربيها أنا
وقتها أمي حضنتني وصارت تهديني وتعاتبني لإني ما رديت عليها
بس وقتها عرفت قديش كان الكل ظالمها لإنها بإختصار ما خلفت ولد وخلفتها كلهم بنات ، أمي الحنونة اللي قلبها ما في منه بكل العالم راحت سكرت باب المطبخ ورجعت حضنتني وصارت تغنيلي لإنه كان عيد ميلادي وطالت حلق ذهب من جيبتها ولبستني اياه وحكتلي لا تجيبي سيرة لحدا انه ذهب بلاش يشلحوكي اياه ، على قد ما كنت مبسوطة وفرحانة إنه في حدا تذكر عيد ميلادي على قد ما كنت مقهورة عليها
وقتها حكيت لأمي ، أنا راح ارفع راسك قدام الكل وراح اكون أحسن من كل اولاد العيلة ، وما بنسى عيونها وهم بلمعو وهي فرحانة بكلامي كانت كلها فخر فيي
خلصت شغل المطبخ وما خلتني أساعدها وبعدها عملت الشاي وراحت تضيفهم وتقعد معهم .
هالموقف صح كان من سنين طويلة بس مستحيل يغيب عن بالي ، هالموقف هو اللي قواني ، هالموقف هو اللي خلاني أكون حدا مهم بالمجتمع .
كبرت ودرست بمنحة تفوق واشتغلت أحسن شغل وخواتي كلهم كانوا مثلي بالتفوق وأبوي بكل مرة كان يشوف الناس فخورين فينا كان يحس بندم أكبر وكان يحاول يعوضنا عن الأذى النفسي اللي كنا نتعرضله منه ومن بيت جدي
اليوم بس حسيت بالنصر وحسيت بالعزة والكرامة والسعادة
اليوم أجو بيت جدي وعمامي ونسوانهم وعماتي عنا عشان يباركولنا بالبيت الجديد.
دخلت عليهم وسلمت و وقفت قدام أمي ولبستها سنسال ذهب واسوارتين وخاتم وأهديتها تلفون حديث
وكانت صدمتهم لما أبوي حضنها وباس جبينها وحكالها بتستاهلي كل خير يا أم هبة .
اليوم أمي صارت غالية وإلها قيمتها
كانوا يتسابقوا مين بده يخدم ويساعد
وما خلوها تلمس إشي ، كانت هي الضيفة وهي حديث القعدة ، وكلهم كانوا يمدحو فينا وكل واحد فيهم يعاير الثاني على تربايته لأولاده.
تعليقات
إرسال تعليق