أعيش مع زوجي وطفلي الذي بلغ عاماً ونصف في غرفتين من اللِّبن (الطّين) في ريفٍ بعيد، وقد قرّرت أن أستمتع بحمله وولادته وتربيته منذ عرفت بحملي.
كنتُ أثناء تحضيري لأغراض طفلي محتارةً جداً فلا مكان لديّ لأغراض طفلي!
شراءُ خزانة كان منطقياً لكن سعرها غالٍ وغير متوفر، وليس ثمّة مكان لها في غرفتي الصغيرة!
خطر ببالي تحويل خزانة في الجدار الطينيّ (كانت للكراكيب) و كان الأجداد يسمونها (خرستانة) ويضعون فيها سلة البيض البلديّ وأكلات تقدّم للضيوف. الخزانة كان الطين بداخلها مهترئاً ويأتي بالحشرات (رتاتيل، نمل، خنافس... ) نظفتها وطيّنتها وغلّفتها بورق جدران وزيّنتها واستفدت من كراتين المساعدات الإنسانية الفارغة فغلفتها من الداخل والخارج وجعلتها لملابس طفلي في الخزانة..
أخذ هذا مني أياماً أعود كل يوم من عملي في المدرسة وأنا حامل وأعمل بكل فرح ومسرّة.
صحيح أن انستغرام وصوره من بيوت وتجهيزات وألعاب وكتب وقصص يصيبوننا - نحن أمّهات سوريا الدّاخل- بالحزن والإحباط لعدم توفّر مثل ما نرى أو لثمنه الخياليّ لدينا مقارنة بالدّخل، لكن يكفينا سعادة أنّنا نقدم كلّ ما نستطيع لأبنائنا من حُـبّ واهتمام.. ودائماً وأبداً الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله.
ولكلّ أم تضع مبررات.. لستِ أسوأ حالاً من كثيرٍ هنا، فكّري واجتهدي، قاربي وسدّدي فأبناؤكِ يستحقْون، إنّهم خليفة الله في الأرض! 🍃🌸
صار لديّ طفلان، ولا تزال الخزانة من أجمل ما يزيّن غرفتنا ويفي بالغرض، فيها كتب (مَكين) و (راسخ) وألعابهما، وأدوات الأنشطة، ومنّ الله علينا بكرمه وفضله واشترينا وحدة دروج للثّياب... ولا نزال سعداء جميعاً، ولا أزال مستمتعة بكلّ ظرف. لله الحمد من قبل ومن بعد. ~ 🍃🌸
💚
تعليقات
إرسال تعليق